الابن الأكبر لعطا المراكيبي من الزيجة الجديدة من الأرملة الثرية هدى الألوزي، منذ نشأته وضحت عليه معالم شخصيته القوية الحازمة مقارنة بشخصية أخيه الأصغير أحمد الوديعة البسيطة، أكتفيا في التعليم بالمستوى الإبتدائي مثل ولاد اختهم عمرو وسرور حيث لم يكن لهم مستقبل كبير في الدراسة.
وجد محمود نفسه بجوار أبيه فوجده خير مساعدا له وتلميذا فطنا، خطب له ولشقيقه شقيقتين من آل بكري، وبدأ محمود حياته الزوجية مع نازلي هانم وأنجبت له مع الزمن حسن وشكيره وعبده ونادرة وماهر.
من البداية قرر محمود ملازمة أبيه والإستحواذ على قلبه، فكان كظله في الإدارة والحزم، حتى قال مرة عطا المراكيبي في مقارنه بينه وبين أخيه، أنه أنجب رجل وامراتين.
عندما مات الأب، وضع محمود الصورة واضحة أمام أحمد وكأنه يعجزه عندما قال له "أصبح من حقك أن تدير نصف الأملاك" ارتبك أحمد من الموقف ولكن محمود انقذه وقال له "أتوافق أن أقوم بالعمل وحدي؟" فتم الإتفاق على أن يتولى محمود إدارة سائر الأملاك.
كان محمود حازم مع العمال والفلاحين، وكانت دائما تلاحقه دعواتهم عندما يجدوه دائما في ملاحقتهم لا ترك لهم راحة، حتى انه تم الإعتداء عليه من قبل مجهولين وكان قد شارف وقتها على الموت.
كان دائم الزيارة لبيت القاضي حيث عمرو وراضية، وكان عمرو اقرب الناس إلى قلبه، وكان يلقب راضية "الدرويشة"، وكان أيضا يزور عبد العظيم داوود ويسعد لأخبار نجاحاته وتميزه السياسي، ولكن عبد العظيم كان لا يبادله نفس الشعور، وكان يقول لفريده عقب انصرافه: المرض أحب إلي من مقابلة هذا الجلف.
تم الإنعام على الأخوين أحمد ومحمود بالبكوية بعد موقفهم بجانب العرش خلال الثورات والنزاعات المختلفة التي عقبت ثورة 19.
حل بالإسرة ثورة عنيفة عندما طالب عدنان بنصيبهم من الثروة لإدارتها، لم يطب هذا الطلب لمحمود وكانت قطيعة قسمت العائلة إلى نصفين، لم يلتق الأخوين مرة أخرى إلا وأحمد على فراش الموت.
بعد وفاة أحمد، وكان قد سبقه عمرو وسرور حلت الكآبة على قلب محمود، واستفحل مرض السكر وزهد العمل ووهنت عزيمته حتى وافته أزمة قلبيه ذات صباح، ولحقت به نازلي هانم بعده بعامين.