بكري سرور وزينب، عرف عنه الهدوء والرزانة منذ طفولته، كان لا يشارك الأطفال لعبهم في الشارع، كان عادة يكتفي بمراقبتهم بوقوفه أمام البيت.
كانت راضيه تلقبه بصاحب العقل الكامل، بصفات عقلية لم تتواجد في أبيه ولا أمه، رزانته واعراضه عن شقاوة الأطفال كان الدافع لأبيه بان يذهب بيه إلى الكتاب مبكرا عن نظرائه الأطفال في مثل سنه، وتشجع أبوه مرة أخرى وأدخله الإبتدائية بعد نبوغه في مرحلة الكتاب في مرحلة سنية مبكرة.
أهله نبوغه وتفوقه إلى الإلتحاق بأحد المدارس الملكية بالمجان، واستطاع انهاء سنواتها دون كلل أو مساعدة من أحد حتى حصل على البكالوريا وهو ابن ستة عشر عاما، ونظرا لظروف العائلة كانت مدرسة المعلمين هي الأنسب، ولكن الشاب الطموح كان يريد الإلتحاق بمدرسة الحقوق.
وكان عبد العظيم باشا من المتحمسين له ومعجب بتفوقه، لم يتردد في مساعدته في الإلتحاق بمدرسة الحقوق وبالمجان، وأثبت تفوق ونجابه بين زملاءه تجاوز بها الكثير من نظرات الإستغراب عن الوافد الجديد بينهم. وفي حركات كان يغلب عليها الحذر والأمان كان اشتراكه في ثورة 1919.
انهى دراسة الحقوق وهو في الثامنة عشر وبعدها بسنوات التحق بالنيابة محققا انجازا فريدا لآل عزيز في مواجهة آل داود وآل عطا، ومحدسا موجات من الحسن والغيرة بين أبناء عمومته.
ظروف أسرته لم تتركه يهنأ بنجاحه، فهو ملزم بتأجيل أحلامه في تكوين أسرة وذلك لمساعدة أبوه في التزاماته الأسرية نحو تربية وتزويج أخوته البنات، وانطلقت غرائزه المكبوتة على مدى سنوات ويولع بالخمر والنساء دون أن يخل بتقاليد مهنته ما استطاع.
بعد قيام ثورة يوليو اختلفت الصورة قليلا ولكنها لم تمنع ان يرقى لمنصب رئيس محكمة بالإسكندرية، وعندما قارب سن المعاش اندفع بكل قوة في طرق العبادة والزواج، وفكر بالزواج من ابنة عمته دنانير، والتي كان يرغب في ان يرافقها لولا رفضها الحاسم، ولكن صورتها التي أصبحت عليها لم تسره بعد أن مرت عليها سنين طويلة من الوحدة.
تعرف على امرأة من بنات الهوى كانت من مطربات الملاهي الليلية، تزوجا وأقاما في شقة في مدينة نصر وأدو فريضة الحج، وبعدها داهمه المرض بعد ما تأثر كبده بشدة من تأثير الخمر، أسلم الروح قبل هزيمة يونيو بأشهر قليلة.