هي الأبنة الخامسة في ذرية عمرو وأكبر من حامد، لم تغادر الحي مطلقا رغم تعدد الفرص على مدار الزمن، وهي الأبنة المحببة لأبويها، عاصرت العديد من المواقف والأحداث حتى أصبحت مرجعا أساسيا يحتفظ بمناقشات ومناوشات الأسرة.
لم يكن لها حظ من التعليم، ولم يسبقها في الجمال من أخوتها غير سميرة.
في سن السادسة عشر خطبت لمدرس لغة عربية يدعى عارف المنياوي أحد زملاء أخيها عامر، وبعد عام من الزواج رزقت بنادر، ولكن بعد عام آخر سقط زوجها فريسة لمرض السرطان.
كان لزوجها دكانين بالمغربلين، عاشت حبيبة وابنها وحماتها على ايرادهما مكرسة حياتها لإبنها وهي أرملة دون العشرين من عمرها.
أراد محمود بك أن يزوجها من عمدة ببني سويف ولكنها رفضت الفكرة تماما حيث يتوجب عليها في هذه الحالة أن تسلم ابنها وقرة عينها نادر إلى عمه، وهو ما رفضته تماما رغم محاولات عمرو وراضية معها.
راقبت صعود ابنها الوظيفي والمهني، حيث كان شديد الطموح، تزوج بعيد عن بيت العائلة وترك أمه وحيدة يزورها على فترات حتى الوفاة، كانت آخر من مات من عائلة عمرو، ورغم أنها شهدت وفاة الجميع وابكتهم، إلا إنها لم تجد من يبكي عليها.