كبرى بنات الشيخ معاوية القليوبي وجليلة، وتبعتها شهيرة وصديقة وبليغ، لم تكن أجملهم ولكنها تميزت بطول القامة وقوة الشخصية، حرص الأب على التنشأة الدينية السليمة، وتشربتها منه راضية ، إلا أن حصيلة معلوماتها عن الغيبيات والخوارق وسير الأولياء وقراءة الطالع والطب الشعبي وبركات الأديرة التي تشربتها من أمها كانت أضعاف.
تمت خطبتها لعمرو ابن يزيد وهي في الرابعة عشر، وكانت هذه أول فرحة للشيخ معاوية بعد خروجه من السجن، ولكن وافته المنية قبل الزواج، أرادت جليلة أن يتم الزواج في ميعاده رغم مصيبة الوفاة، فكانت تزغرد وتصوت في لحظات متعاقبة في واقعة فريدة.
وجدت راضية بعد الزواج نظرائها من الهوانم سكان الثرايات زواجات محمود واحمد المراكيبي والدكتور داود، لكن كانت أمها تذكرها ببطولات أبوها كواحد من أبطال الثورة العرابية حتى تستطيع مواجهة الهوانم بقصص تفخر بها أمام ثراءهم.
زواج راضية وعمرو كان متين لا يعكره سوى إصرار عمرو أن تلزم راضية البيت ولا تخرج إلا بإذنه، ولكن كانت راضية تجد ضرورة في زيارة الأولياء والأضرحة على فترات متقاربة، ولكن سرعات ما تعود المياه لمجاريها خصوصا أن عمرو كان معتقده لا يتعارض مع ممارسات راضية. أنجبت مع الأيام صدرية وعامر و مطرية وسميرة وحبيبة وحامد وأخيرا قاسم.
تخطت راضية المائة عام عاصرت فيهم ثورة 1919، وملوك وأمراء هذه الفترة حتى وصلت لمرحلة عبد الناصر، والذي ارتفع فيه شأن العديد من أفراد أسرتها، ولكنها حطت من شأن العديد أيضا، فكانت تدعو له حينا وتدعو عليه حينا آخر.